يتعلق{ ليجزي الذين ءامنوا} ب{ يمهدون} أي يمهدون لعلة أن يجزي الله إياهم من فضله .وعدل عن الإضمار إلى الإظهار في قوله{ الذين ءامنوا وعملوا الصالحات} للاهتمام بالتصريح بأنهم أصحاب صلة الإيمان والعمل الصالح وأن جزاء الله إياهم مناسب لذلك لتقرير ذلك في الأذهان ،مع التنويه بوصفهم ذلك بتكريره وتقريره كما أنبأ عن ذلك قوله عقبه{ إنه لا يحب الكافرين} .
وقد فهم من قوله{ مِنْ فَضْلِهِ} أن الله يجازيهم أضعافاً لرضاه عنهم ومحبته إياهم كما اقتضاه تعليل ذلك بجملة{ إنه لا يحب الكافرين} المقتضي أنه يحب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ،فحصل بقوله{ إنه لا يحب الكافرين} تقرير بَعد تقرير على الطرد والعكس فإن قوله{ ليجزي الذين ءامنوا} دل بصريحه على أنهم أهل الجزاء بالفضل ،ودل بمفهومه على أنهم أهل الولاية .
وقوله{ إنه لا يحب الكافرين} يدل بتعليله لما قبله على أن الكافرين محرومون من الفضل ،وبمفهومه على أن الجزاء موفور للمؤمنين فضلاً وأن العقاب مُعيّن للكافرين عدلاً .