و{ ثمّ} عاطفة جملة{ أخذت} على جملة{ جاءتهم} أي ثمّ أخذتهم ،وأُظهر{ الذين كفروا} في موضع ضمير الغيبة للإِيماء إلى أن أخذهم لأجل ما تضمنته صلة الموصول من أنهم كفروا .
والأخذ مستعار للاستئصال والإِفناء ؛شبه إهلاكهم جزاءً على تكذيبهم بإتلاف المغيرين على عدوّهم يقتلونهم ويغنمون أموالهم فتبقى ديارهم بَلْقَعاً كأنهم أخذوا منها .
و ( كيف ) استفهام مستعمل في التعجيب من حالهم وهو مفرع بالفاء على{ أخذت الذين كفروا} ،والمعنى: أخذتهم أخذاً عجيباً كيف ترون أعجوبته .وأصل ( كيف ) أن يستفهم به عن الحال فلما استعمل في التعجيب من حال أخذهم لزم أن يكون حالهم معروفاً ،أي يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم وكلّ من بلغتْه أخبارهم فعلى تلك المعرفة المشهورة بني التعجيب .
والنَّكير: اسم لشدة الإِنكار ،وهو هنا كناية عن شدة العقاب لأن الإِنكار يستلزم الجزاء على الفعل المنكر بالعقاب .
وحذفت ياء المتكلم تخفيفاً ولرعاية الفواصل في الوقف لأن الفواصل يعتبر فيها الوقت ،وتقدم في سبأ .