هذا من كلام الله يومَ القيامة الموجّه إلى المشركين عقب تساؤلهم وتحاورهم فيكون ما بين هذا وبين محاورتهم المنتهية بقولهم:{ إنَّا كُنَّا غاوِينَ}[ الصافات: 32] اعتراضاً ،أي فلما انتهوا من تحاورهم خوطبوا بما يقطع طمعهم في قبول تنصل كِلا الفريقين من تبعات الفريق الآخَر ليزدادوا تحققاً من العذاب الذي عَلموه من قولهم:{ فحق علينا قول ربنا إنَّا لذائقون}[ الصافات: 31] ،وهذا ما تقتضيه دلالة اسم الفاعل في قوله:{ لذائِقُوا العَذَابِ} لأن اسم الفاعل حقيقة في الحال ،أي حال التلبس ،فإنه لما قيل لهم هذا كانوا مشرفين على الوقوع في العذاب وذلك زمن حَاللٍ في العرف العربي .