جملة{ سبحان رب السموات والأرض رب العرش عما يصفون} ،يجوز أن تكون تكملة لما أُمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يقوله ،أي قل: إن كان للرحمن ولد على الفرض ،والتقدير: مع تنزيه عن تحقق ذلك في نفس الأمر .فيَكون لهذه الجملة حكم التالي في جزأي القياس الشرطي الاستثنائي .وليس في ضمير{ يصفون} التفات لأن تقدير الكلام: قل لهم إن كان للرحمن ولد .
ويجوز أن تكون كلاماً مستأنفاً من جانب الله تعالى لإنشاء تنزيهه عما يقولون فتكون معترضة بين جملة{ قل إن كان للرحمن ولد} وجملة{ وهو الذي في السماء إله}[ الزخرف: 84] .ولهذه الجملة معنى التذييل لأنها نزهت الله عن جميع ما يصفونه به من نسبَة الولد وغير ذلك .
ووصفه بربوبيةِ أقوى الموجودات وأعمها وأعظمها ،لأنه يفيد انتفاء أن يكون له ولد لانتفاء فائدة الولادة ،فقد تم خلق العوالم ونظام نمائها ودوامها ،وعلم من كونه خالقها أنه غير مسبوق بعدم وإلا لاحتاج إلى خالق يخلُقه ،واقتضى عدمُ السبق بعدم أنه لا يلحقه فناء فوجود الولد له يكون عبثاً .