ووُصف نعيم أجسادهم بذكر لباسهم وهو لباس الترف والنعيم وفيه كناية عن توفر أسباب نعيم الأجساد لأنه لا يَلبس هذا اللّباسَ إلا من استكمل ما قبله من ملائمات الجسد باطنهِ وظاهره .
والسندس: الديباج الرقيق النفيس ،والأكثر على أنه معرب من الفارسية وقيل عربي .أصله: سِنْدِي ،منسوب إلى السنِد على غير قياس .والسندس يلبس مما يلي الجسد .
والإستبرق: الديباج القوي يلبس فوق الثياب وهو معرب استبره فارسية ،وهو الغليظ مطلقاً ثم خص بغليظ الديباج ،ثم عُرب .
وتقدما في قوله{ يلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق} في سورة الكهف ( 31 ) فارجع إليه .ومن} لبيان الجنس ،والمبيَّن محذوف دل عليه{ يلبسون} .والتقدير: ثياباً من سندس وإستبرق .
ثم وُصف نَعيم نفوسهم بعضِهم مع بعض في مجالسهم ومحادثاتهم بقوله:{ متقابلين} لأن الحديث مع الأصحاب والأحبّة نعيم للنفّس فأغنَى قوله:{ متقابلين} عن ذكر اجتماعهم وتحابهم وحديث بعضهم مع بعض وأن ذلك شأنهم أجمعين بأن ذكر ما يستلزم ذلك وهو صيغة متقابلين ومادتُه على وجه الإيجاز البديع .