أي استفاقوا من غفلتهم ورجعوا على أنفسهم باللائمَة على بطرهم وإهمال شكر النعمة التي سيقت إليهم ،وعلموا أنهم أُخذوا بسبب ذلك ،قال تعالى:{ وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون}[ الأعراف: 168] .ومن حِكم الشيخ ابن عطاء الله الإسكندري « مَن لَم يشكر النعم فقد تَعَرَّض لزوالها ،ومن شكرها فقد قيَّدها بعِقالها » .
وأفادت ( لَمَّا ) اقتران جوابها بشرطها بالفور والبداهة .والمقصود من هذا التعريضُ للمشركين بأن يكون حالهم في تدارك أمرهم وسرعة إنابتهم كحال أصحاب هذه الجنة إذ بادروا بالندم وسألوا الله عوض خير .
وإسناد هذه المقالة إلى ضمير{ أصحاب الجنة}[ القلم: 17] يقتضي أنهم قالوه جميعاً ،أي اتفقوا على إدراك سبب ما أصابهم .
ومعنى{ إنا لضالون} أنهم علموا أنهم كانوا في ضلال أي عن طريق الشكر ،أي كانوا غير مهتدين وهو كناية عن كون ما أصابهم عقاباً على إهمال الشكر ،فالضلال مجاز .
وأكَّدوا الكلام لتنزيل أنفسهم منزلة من يشك في أنهم ضالون طريق الخير لقرب عهدهم بالغفلة عن ضلالهم ففيه إيذان بالتحسر والتندم .