والحَسرة: الندَم الشديد المتكرر على شيء فائت مرغوب فيه ،ويقال لها: التلهف ،اشتقت من الحَسْر وهو الكشف لأن سببها ينكشف لصاحبها بعد فوات إدراكه ولا يزال يعاوده ،فالقرآن حسرة على الكافرين أي سبب حسرة عليهم في الدنيا والآخرة ،فهو حسرة عليهم في الدنيا لأنه فَضح تُرَّهَاتِهم ونقض عماد دينهم الباطل وكشف حقارة أصنامهم ،وهو حسرة عليهم في الآخرة لأنهم يجدون مخالفته سبب عذابهم ،ويقفون على اليقين بأن ما كان يدعوهم إليه هو سبب النجاح لو اتبعوه لا سيما وقد رأوا حسن عاقبة الذين صدّقوا به .
والمكذبون: هم الكافرون .وإنما عدل عن الإتيان بضميرهم إلى الاسم الظاهر لأن الحسرة تعم المكذبين يومئذٍ والذين سيكفرون به من بعد .