وفصَّل دعوته بفاء التفريع فقال{ فقلت استغفروا ربكم} فهذا القول هو الذي قاله لهم ليلاً ونهاراً وجهاراً وإسراراً .
ومعنى{ استغفروا ربكم} ،ءامنوا إيماناً يكون استغفاراً لذنبكم فإنكم إن فعلتم غفر الله لكم .
وعلّل ذلك لهم بأن الله موصوف بالغفران صفة ثابتة تعهد الله بها لعباده المستغفرين ،فأفاد التعليل بحرف ( إنَّ ) وأفاد ثبوت الصفة لله بذكر فعل{ كان} وأفاد كمال غفرانه بصيغة المبالغة بقوله{ غفّاراً} .
وهذا وعد بخير الآخرة ورتب عليه وعداً بخير الدنيا بطريق جواب الأمر ،وهو{ يُرسل السماء عليكم} الآية .
وكانوا أهل فلاحة فوعدهم بنزول المطر الذي به السلامة من القحط وبالزيادة في الأموال .