وهذا تعليل لجملة{ وذرني والمكذبين}[ المزمل: 11] ،أي لأن لدينا ما هو أشد عليهم من ردِّك عليهم ،وهذا التعليل أفاد تهديدهم بأن هذه النقم أعدت لهم لأنها لما كانت من خزائن نقمة الله تعالى كانت بحيث يضعها الله في المواضع المستأهلة لها ،وهم الذين بدّلوا نعمة الله كفراً ،فأعد الله لهم ما يكون عليهم في الحياة الأبدية ضداً لأصول النَّعمة التي خُوِّلوها ،فبطِروا بها وقابلوا المنعِم بالكفران .
فالأنكال مقابل كفرانهم بنعمة الصحة والمقدرة لأن الأنكال القيود .والجحيم: وهو نار جهنم مقابل ما كانوا عليه من لذة الاستظلال والتبرد .والطعام: ذو الغُصة مقابل ما كانوا منهمكين فيه من أطعمتهم الهنيئة من الثمرات والمطبوخات والصيد .والأنكال: جمع نِكْل بفتح النون وبكسرها وبسكون الكاف .وهو القيد الثقيل .