والتمهيدُ: مصدر مهّد بتشديد الهاء الدال على قوة المَهْد .والمَهْد: تسوية الأرض وإزالة ما يُقِضُّ جنب المضطجع عليها ،ومَهْدُ الصبي تسمية بالمصدر .
والتمهيد هنا مستعار لتيسير أموره ونفاذ كلمته في قومه بحيث لا يعسر عليه مطلب ولا يستعصي عليه أمر .
وأُكد{ مهَّدْتُ} بمصدره على المفعولية المطلقة ليتوسل بتنكيره لإِفادة تعظيم ذلك التمهيد وليس يطرد أن يكون التأكيد لرفع احتمال المجاز .
ووصف في هذه الآية بما له من النعمة والسعة لأن الآية في سياق الامتنان عليه توطئة لتوبيخه وتهديده بسوء في الدنيا وبعذاب النار في الآخرة ،فأما في آية سورة القلم فقد وصفه بما فيه من النقائص في قوله تعالى:{ ولا تطع كل حلاّف مهين}[ القلم: 10] الخ بناء على قول من قال: إن المراد به الوليد بن المغيرة ( وقد علمت أنه احتمال ) لأن تلك الآية في مقام التحذير من شره وغدره .