استئناف بخطاب موجه إلى المشركين الموجودين الذين أنكروا البعث معترض بين أجزاء الكلام المخاطببِ به أهل الشرك في المحشر .
ويتضمن استدلالاً على المشركين الذين في الدنيا ،بأن الله انتقم من الذين كفروا بيوم البعث من الأمم سابقهم ولاحِقهم ليحذروا أن يحلّ بهم ما حلّ بأولئك الأولين والآخِرين .
والاستفهام للتقرير استدلالاً على إمكان البعث بطريقة قياس التمثيل .
والمراد بالأولين الموصوفون بالأولية أي السبق في الزمان ،وهذا يقِرُّ به كل جيل منهم مسبوق بجيل كفروا .
فالتعريف في{ الأولين} تعريف العهد ،والمراد بالأولين جميع أمم الشرك الذين كانوا قبل مشركي عصر النبوة .
والإِهلاك: الإِعدام والإِماتة .وإهلاك الأولين له حالتان: حالة غير اعتيادية تنشأ عن غضب الله تعالى ،وهو إهلاك الاستئصال مثل إهلاك عاد وثمود ،وحالة اعتيادية وهي ما سَن الله عليه نظام هذا العالم من حياة وموت .
وكلتا الحالتين يصح أن تكون مراداً هنا ،فأما الحالة غير الاعتيادية فهي تذكير بالنظر الدال على أن الله لا يرضى عن الذين كذبوا بالبعث .
وأما الحالة الاعتيادية فدليل على أن الذي أحيا الناس يميتهم فلا يتعذر أن يعيد إحياءهم .