الفاء للتفريع على قوله:{ إن ما توعدون لواقع}[ المرسلات: 7] لأنه لما أفاد وقوع البعث وكان الخاطبون ينكرونه ويتعللون بعدم التعجيل بوقوعه ،بُيّن لهم ما يحصل قبله زيادة في تهويله عليهم .والإِنذار بأنه مؤخّر إلى أن تحصل تلك الأحداث العظيمة ،وفيه كناية رمزية على تحقيق وقوعه لأن الأخبار عن أمارات حلول ما يوعدون يستلزم التحذير من التهاون به ،ولذلك ختمت هذه الأخبار بقوله:{ ويل يومئذٍ للمكذبين}[ المرسلات: 19] .
وكررت كلمة{ إذَا} في أوائل الجمل المعطوفة على هذه الجملة بعد حروف العطف مع إغناء حرف العطف عن إعادة{ إذا} كما في قوله:{ فإذا برق البصر وخَسَف القمر وجُمع الشمس والقمر يقول الإِنسان} الآية[ القيامة: 7 10] ،لإِفادة الاهتمام بمضمون كل جملة من هذه الجمل ليكون مضمونها مستقلاً في جعله علامة على وقوع ما يوعدون .
وطَمْسُ النجوم: زوال نورها ،وأن نور معظم ما يلوح للناس من النجوم سببه انعكاس أشعة الشمس عليها حين احتجاب ضوء الشمس على الجانب المُظلم من الأرض ،فطمس النجوم يقتضي طمس نور الشمس ،أي زوَال التهابها بأن تبرد حرارتها ،أو بأن تعلو سطحها طبقة رمادية بسبب انفجارات من داخلها ،أو بأن تتصادم مع أجرام سماوية أخرى لاختلال نظام الجاذبية فتندك وتتكسر قِطعاً فيزول التهابها .