وجيء بفعل{ لنخرج} دون نحو: لننبت ،لأن المقصود الإيماء إلى تصوير كيفية بعث الناس من الأرض إذ ذلك المقصد الأول من هذا الكلام ألا ترى أنه لما كان المقصد الأول من آية سورة ( ق ) هو الامتنانَ جيء بفعل « أنبتنا » في قوله:{ ونزَّلنا من السماء ماء مباركاً فأنبتنا به جناتٍ}[ ق: 9] الآية .ثم أتبع ثانياً بالاستدلال به على البعث بقوله:{ كذلك الخروج}[ ق: 11] .والبعث خروج من الأرض قال تعالى:{ ومنها نخرجكم تارة أخرى} في سورة طه ( 55 ) .
والحَب: اسم جمع حبّة وهي البرزة .والمراد بالحب هنا: الحب المقتات للناس مثل: الحنطة ،والشعير ،والسُّلت ،والذُّرة ،والأرزُّ ،والقُطنية ،وهي الحبوب التي هي ثمرة السنابل ونحوها .
والنّبات أصله اسم مصدر نبت الزرع ،قال تعالى:{ واللَّه أنبتكم من الأرض نباتاً}[ نوح: 17] وأطلق النبات على النابت من إطلاق المصدر على الفاعل وأصله المبالغة ثم شاع استعماله فنسيت المبالغة .
والمراد به هنا: النبات الذي لا يؤكل حبه بل الذي ينتفع بذاته وهو ما تأكله الأنعام والدواب مثل التبن والقُرط والفصفصة والحشيش وغير ذلك .
وجعلت الجنات مفعولاً ل ( تخرج ) على تقدير مضاف ،أي نخل جنات أو شجر جنات ،لأن الجنات جمع جَنة وهي القطعة من الأرض المغروسة نخلاً ،أو نخلاً وكرْماً ،أو بجميع الشجر المثمر مثل التين والرمان كما جاء في مواضعَ من القرآن ،وهي استعمالات مختلفة باختلاف المنابت .