و{ إذْ} اسم زمان ،واستعمل هنا في الماضي وهو بَدَل من{ حديث موسى} بدل اشتمال لأن حديثه يشتمل على كلام الله إياه وغير ذلك .
وكما جاز أن تكون ( إذْ ) بدلاً من المفعول به في قوله تعالى:{ واذكروا نعمة اللَّه عليكم إذ كنتم أعداء}[ آل عمران: 103] يجوز أن تكون بدلاً من الفاعل وغيره .واقتصار ابن هشام وغيره على أنها تكون مفعولاً به أو بدلاً من المفعول به اقتصار على أكثر موارد استعمالها إذا خرجت عن الظرفية ،فقد جوز في « الكشاف » وقوع ( إذْ ) مبتدأ في قراءة من قرأ:{ لقد من اللَّه على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً} في سورة آل عمران ( 164 ) .
وأُضيف{ إذْ} إلى جملة{ ناداه ربه} .والمعنى: هل أتاك خَبر زماننِ نادى فيه موسى ربُّه .
والواد: المكان المنخفض بين الجبال .
والمقدّس: المطهّر .والمراد به التطهير المعنوي وهو التشريف والتبريك لأجل ما نزل فيه من كلام الله دون توسط ملَك يبلغ الكلام إلى موسى عليه السلام ،وذلك تقديس خاص ،ولذلك قال الله له في الآية الأخرى{ فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس}[ طه: 12] .
وطُوى: اسم مَكان ولعله هو نوع من الأودية يشبه البئر المطوية ،وقد سمي مكان بظاهر مكة ذَا طُوى بضم الطاء وبفتحها وكسرها .وتقدم في سورة طه .وهذا واد في جانب جبل الطور في برية سينا في جانبه الغربي .
وقرأ الجمهور{ طُوَى} بلا تنوين على أنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث بتأويل البُقعة ،أو للعدل عن طَاوٍ ،أو للعجمة .وقرأه ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف منوناً باعتباره اسم وادٍ مذكَّر اللفظ .