هذا مثل ضربه الله تعالى لمن أنفق ماله في غير طاعة ربه ومرضاته . فشبه سبحانه ما ينفقه هؤلاء من أموالهم في المكارم والمفاخر وكسب الثناء ، وحسن الذكر ، لا يبتغون به وجه الله ، وما ينفقونه ليصدوا به عن سبيل الله واتباع رسله - بالزرع الذي زرعه صاحبه يرجو نفعه وخيره ، فأصابته ريح شديدة البرد جدا ، يحرق بردها ما يمر عليه . من الزرع والثمار ، فأهلكت ذلك الزرع وأيبسته .
واختلف في «الصر » فقيل البرد الشديد وقيل النار قاله ابن عباس .
وقال ابن الأنباري:وإنما وصفت النار بأنها «صر » لتصريتها عند الالتهاب .
وقيل:«الصر »:الصوت الذي صحب الريح من شدة هبوبها .
والأقوال الثلاثة متلازمة فهو برد شديد محرق يبسه للحرث ، كما تحرقه النار وفيه صوت شديد .
وفي قوله:{ أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم} تنبيه على أن سبب إصابتها لحرثهم هو ظلمهم . فهو الذي سلط عليهم الريح المذكورة . حتى أهلكت زرعهم وأيبسته فظلمهم هو الريح التي أهلكت أعمالهم ونفقاتهم وأتلفتها .