وقال عن عباده المؤمنين أنهم سألوه ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا}[ آل عمران:8] .
وأصل الزيغ:الميل ، ومنه:( زاغت الشم ) ، إذا مالت . فإزاغة القلب:إمالته وميله عن الهدى . و( زيغه ):ميله عن الهدى إلى الضلال .
والزيغ:يوصف به القلب والبصر ، كما قال تعالى:{ وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر} ( الأحزاب:10 ) .
وقال قتادة ومقاتل:شخصت فرقا . وهذا تقريب للمعنى ، فإن الشخوص غير الزيغ . وهو أن يفتح عينيه ينظر إلى الشيء ، فلا يطرف . ومنه:شخص بصر الميت .
ولما مالت الأبصار عن كل شيء فلم تنظر إلا إلى هؤلاء الذين أقبلوا إليهم من كل جانب اشتغلت عن النظر إلى شيء آخر فمالت عنه . وشخصت بالنظر إلى الأحزاب .
وقال الكلبي:مالت أبصارهم إلا من النظر إليهم . وقال الفراء:زاغت عن كل شيء ، فلم تلتفت إلا إلى عدوها ، متحيرة تنظر إليه .
قلت:القلب إذا امتلأ رعبا شغله ذلك عن ملاحظة ما سوى المخوف ، فزاغ البصر عن الوقوع عليه . وهو مقابله .