زاغوا: انحرفوا عن الحق .
أزاغ الله قلوبهم: صرفها عن قبول الحق .
وبعد أن هذّب المؤمنين وعلّمهم أن يكونوا صادقين في أقوالهم وأفعالهم ،وحضّهم على اتّباع النظام في الجهاد ،ذَكَرَ أن حالهم يشبه حالَ موسى مع قومه حين ندبَهم للقتال فلم يطيعوه ،بل آذوه أشدَّ الإيذاء ،فوبّخهم الله على ذلك بقوله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ ياقوم لِمَ تُؤْذُونَنِي ....} .
اذكر يا محمد ،لقومك حين قال موسى لقومه: يا قومي ،لمَ تُؤذونني وتخالِفون أَمري ،وأنتم تعلمون أنّي رسولُ الله إليكم ؟
فأصرّوا على المخالفة والعصيان .
فلما أصروا على الانحراف ،صرف الله قلوبهم عن الهدى{والله لاَ يَهْدِي القوم الفاسقين} الذين خرجوا عن طاعته .