{ فَكُلا} من هؤلاء الأمم المكذبة{ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} على قدره، وبعقوبة مناسبة له،{ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا} أي:عذابا يحصبهم، كقوم عاد، حين أرسل اللّه عليهم الريح العقيم، و{ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}
{ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ} كقوم صالح،{ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ} كقارون،{ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا} كفرعون وهامان وجنودهما.
{ وَمَا كَانَ اللَّهُ} أي:ما ينبغي ولا يليق به تعالى أن يظلمهم لكمال عدله، وغناه التام عن جميع الخلق.{ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} منعوها حقها التي هي بصدده، فإنها مخلوقة لعبادة اللّه وحده، فهؤلاء وضعوها في غير موضعها، وأشغلوها بالشهوات والمعاصي، فضروها غاية الضرر، من حيث ظنوا أنهم ينفعونها.