{فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا} وهم قوم لوط ،إذ أرسلنا عليهم حاصبا من السماء ،أي حجارة تدمرهم .والحاصب الريح الشديدة تثير الحصباء وهي الحصى الصغار{[3566]} .
قوله:{وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ} المراد بهم ثمود قوم صالح ،وكذلك أهل مدين ،قوم شعيب .فكلا الأمتين قد أخذتهم الصيحة فأتت عليهم فأصبحوا في ديارهم جاثمين .
قوله:{وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ} يعني قارون ،فقد خسف الله به وبداره الأرض فانساخ فيها فكان من الهالكين .
قوله:{وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا} يعني بذلك قوم نوح وقوم فرعون وملأه فقد عتوا عن أمر ربهم وجحدوا النبوة وكذبوا الرسل فأخذهم الله بالطوفان والتغريق .
قوله:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ} لا يظلم الله أحدا من خلقه ،وما الله بظلام للعبيد .فلم يأخذ هؤلاء المجرمين ظلما بل أهلكهم بسبب طغيانهم وكفرهم وشدة جحودهم آلاءه وأياديه عليهم ،وبذلك ظلموا أنفسهم فاستحقوا العذاب{[3567]} .