هذا تسلية للمؤمنين، وحث على الاقتداء بهم، والفعل كفعلهم، وأن هذا أمر قد كان متقدما، لم تزل سنة الله جارية بذلك، فقال:{ وكأين من نبي} أي:وكم من نبي{ قاتل معه ربيون كثير} أي:جماعات كثيرون من أتباعهم، الذين قد ربتهم الأنبياء بالإيمان والأعمال الصالحة، فأصابهم قتل وجراح وغير ذلك.{ فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا} أي:ما ضعفت قلوبهم، ولا وهنت أبدانهم، ولا استكانوا، أي:ذلوا لعدوهم، بل صبروا وثبتوا، وشجعوا أنفسهم، ولهذا قال:{ والله يحب الصابرين}