ثُمَّ يُطلق الحديث في تاريخ النبوّات السابقة ،ليربط تجربة الحاضر بتجربة الماضي ،وليثير أمام جيل التجربة الجديدة ما يبعث فيهم روحاً حيّة متحرّكة تثير فيهم قوّة الاندفاع والحركة ...[ وكأيِّن من نبيّ قاتل معه رِبيُّون كثيرٌ] فقد كان لكلّ واحد من الأنبياء ربيّون ،وهم الجماعات الكاملة في العلم والعملكما قيل[ فما وهنُوا] أي ضعفوا داخلياً وانهزموا نفسياً ،[ لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا] أي لم يستسلموا للعدوّ في ذلةٍ وانكسارٍ ،بل صبروا في مواقع الجهاد على الآلام والضغوط والمشاكل والتحدِّيات ...[ واللّه يُحبُّ الصَّابرين] فلماذا لا تصبرون مثلهم ؟!وكانت روحيتهم صافية منفتحة على اللّه ؛فإذا شعروا في داخل ذواتهم بالجفاف والقسوة ورأوا أنَّ خطواتهم بدأت تنحرف عن الطريق بفعل الأجواء الخانقة المحيطة بهم ،جلسوا بين يدي اللّه في مناجاة روحيّة خاشعة