{ وقَالَ فِرْعَوْنُ} متكبرًا متجبرًا مغررًا لقومه السفهاء:{ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ} أي:زعم -قبحه الله- أنه لولا مراعاة خواطر قومه لقتله، وأنه لا يمنعه من دعاء ربه، ثم ذكر الحامل له على إرادة قتله، وأنه نصح لقومه، وإزالة للشر في الأرض فقال:{ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ} الذي أنتم عليه{ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} وهذا من أعجب ما يكون، أن يكون شر الخلق ينصح الناس عن اتباع خير الخلق هذا من التمويه والترويج الذي لا يدخل إلا عقل من قال الله فيهم:{ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}