{ وَقَالُوا} أي:هؤلاء المعرضون عنه، مبينين عدم انتفاعهم به، بسد الأبواب الموصلة إليه:{ قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ} أي:أغطية مغشاة{ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ} أي:صمم فلا نسمع لك{ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ} فلا نراك.
القصد من ذلك، أنهم أظهروا الإعراض عنه، من كل وجه، وأظهروا بغضه، والرضا بما هم عليه، ولهذا قالوا:{ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ} أي:كما رضيت بالعمل بدينك، فإننا راضون كل الرضا، بالعمل في ديننا، وهذا من أعظم الخذلان، حيث رضوا بالضلال عن الهدى، واستبدلوا الكفر بالإيمان، وباعوا الآخرة بالدنيا.