{ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} أي:في أيمانكم التي صدرت على وجه اللغو، وهي الأيمان التي حلف بها المقسم من غير نية ولا قصد، أو عقدها يظن صدق نفسه، فبان بخلاف ذلك.{ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ} أي:بما عزمتم عليه، وعقدت عليه قلوبكم. كما قال في الآية الأخرى:{ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ}{ فَكَفَّارَتُهُ} أي:كفارة اليمين الذي عقدتموها بقصدكم{ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} وذلك الإطعام{ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ} أي:كسوة عشرة مساكين، والكسوة هي التي تجزئ في الصلاة.{ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} أي:عتق رقبة مؤمنة كما قيدت في غير هذا الموضع، فمتى فعل واحدا من هذه الثلاثة فقد انحلت يمينه.{ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} واحدا من هذه الثلاثة{ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ} المذكور{ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ} تكفرها وتمحوها وتمنع من الإثم.{ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} عن الحلف بالله كاذبا، وعن كثرة الأيمان، واحفظوها إذا حلفتم عن الحنث فيهـا، إلا إذا كان الحنث خيرا، فتمام الحفظ:أن يفعل الخير، ولا يكون يمينه عرضة لذلك الخير.{ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ} المبينة للحلال من الحرام، الموضحة للأحكام.{ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} اللهَ حيث علمكم ما لم تكونوا تعلمون. فعلى العباد شكر الله تعالى على ما منَّ به عليهم، من معرفة الأحكام الشرعية وتبيينها.