يقول تعالى ذكره:(وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ) من هذه القرى التي وصفت في هذه السور (إِلا لَهَا مُنْذِرُونَ) يقول:إلا بعد إرسالنا إليهم رسلا ينذرونهم بأسنا على كفرهم وسخطنا عليهم.(ذِكْرَى) يقول:إلا لها منذرون ينذرونهم, تذكرة لهم وتنبيها لهم على ما فيه النجاة لهم من عذابنا. ففي الذكرى وجهان من الإعراب:أحدهما النصب على المصدر من الإنذار على ما بيَّنْتُ, والآخر:الرفع على الابتداء (1) كأنه قيل:ذكرى.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
------------------------
الهوامش:
(1) يجوز أن يكون قوله تعالى (ذكرى) مرفوعًا على الابتداء والخبر محذوف، أي ذكرى لهم. ويجوز أن يكون مرفوعًا على أنه خبر عن مبتدأ، تقديره:"هم"أي المنذرون، ذكرى لهم.
.