(ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ) يعني:ذريته (من سلالة)، يقول:من الماء الذي انسل فخرج منه. وإنما يعني من إراقة من مائه، كما قال الشاعر:
فجـاءتْ بِـه عَضْـبَ الأدِيمِ غَضَنْفَرًا
سُـلالَةَ فَـرْجٍ كـانَ غـيرَ حَـصِينِ (5)
وقوله:(مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) يقول:من نطفة ضعيفة رقيقة.
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قَتادة (وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) وهو خلق آدم، ثم جعل نسله:أي ذرّيته من سلالة من ماء مهين، والسلالة هي:الماء المهين الضعيف.
حدثني أبو السائب، قال:ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال، عن أبي يحيى الأعرج، عن ابن عباس في قوله:(مِنْ سُلالَةٍ) قال:صفو الماء.
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (مِنْ ماءٍ مَهِينٍ) قال:ضعيف نطفة الرجل، ومهين:فعيل من قول القائل:مهن فلان، وذلك إذا زلّ وضعف.
--------------------
الهوامش:
(2) في التاج (شكب):إشكاب؛ لقب الحسين بن إبراهيم بن الحسن بن زعلان العامري، شيخ أبي بكر بن أبي الدنيا.
(3) البيت في (مجاز القرآن لأبي عبيدة الورقة 192 - أ) قال عند تفسير قوله تعالى:(الذي أحسن كل شيء خلقه):مجازه:أحسن خلق كل شيء والعرب تفعل هذا، يقدمون ويؤخرون. قال:"وظعني إليك ..."البيت معناه:وظعني حين حضنني الليل إليك. وفي (اللسان:حضن):وحضنا المفازة شقاها، والفلاة:ناحيتاها، وحضنا الليل:جانباه، وحضن الجبل ما يطيق به وحضنا الشيء:جانباه. والهدان بوزن كتاب:الأحمق الجافي الوخم الثقيل في الحرب. وفي حديث عثمان:جبانًا هدانا.
(4) البيت في مجاز القرآن لأبي عبيدة، ( الورقة 192 - أ) عند تفسير قوله تعالى:(أحسن كل شيء خلقه). بعد الشاهد السابق:"وظعني إليك ..."البيت. ثم قال:كأن ثنايا هند وبهجتها. وهو أيضا في "اللسان:دبب":قال:قال الأزهري:وبالخلصاء رمل يقال له:الدباب، وبحذائه دُحْلان كثيرة (بضم الدال) ومنه قول الشاعر:
كَــأَنَّ هِنْــدًا ثَنَايَاهَــا وَبَهْجَتَهَـا
لَمَّــا الْتَقَيْنَـا لَـدَى أدْحَـالِ دَبَّـاب
مَوْلِيَّـةٌ أُنُــفٌ جَـادَ الـرَّبِيعُ بِهَـا
عَـلَى أبَـارِقَ قـدْ هَمَّـتْ بِأَعْشَـابِ
والأدحال والدحلان:جمعا دحل، بالفتح، وهو ثقب ضيق فمه، ثم يتسع أسفله، حتى يمشي فيه.
(5) البيت:(مجاز القرآن لأبي عبيدة الورقة 162 - ب) عند قوله تعالى:(ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) في سورة المؤمنين. (الجزء 18:8) فراجعه ثمة.