وحفظا من كل شيطان مارد أن لا يسمع إلى الملإ الأعلى، فحذفت "إن "اكتفاء بدلالة الكلام عليها، كما قيل:كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * لا يُؤْمِنُونَ بِهِبمعنى:أن لا يؤمنوا به; ولو كان مكان "لا "أن، لكان فصيحا، كما قيل:يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوابمعنى:أن لا تضلوا، وكما قال:وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْبمعنى:أن لا تميد بكم. والعرب قد تجزم مع "لا "في مثل هذا الموضع من الكلام، فتقول:ربطت الفرس لا يَنْفَلِتْ، كما قال بعض بني &; 21-16 &; عقيل:
وحــتى رأينـا أحسـن الـود بيننـا
مُســاكنةً لا يقـرِف الشـرَّ قـارفُ (1)
------------------------
الهوامش:
(1) البيت من شواهد الفرّاء في معاني القرآن (مصورة الجامعة ص 271 ) قال في تفسير قوله تعالى:"لا يسمعون"قرأها عبد الله بالتشديد، على معنى"لا يتسمعون"وكذلك قرأها ابن عباس، وقال:يسمعون ولا يتسمعون قال الفرّاء:ومعنى"لا"كقوله"كذلك سلكناه في قلوب المجرمين . لا يؤمنون به"، لو كان في موضع"لا""أن"صلح ذلك، كما قال:"يبين الله لكم أن تضلوا". وكما قال:"وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم". ويصلح في"لا"على هذا المعنى الجزم. العرب تقول:ربطت الفرس لا ينفلت، وأوثقت عبدي لا يفرر. وأنشد بعض بني عقيل:"وحتى رأينا ... البيت"وبعضهم يقول:لا يقرف الشر (برفع الفعل) قال:والرفع لغة أهل الحجاز، وبذلك جاء القرآن. اهـ.