القول في تأويل قوله تعالى:وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38)
يقول تعالى ذكره:ولقد صُبِّحَ قوْمُ لوط بُكْرةً ذكر أن ذلك كان عند طلوع الفجر.
حدثنا ابن حُميد, قال:ثنا مهران, عن سفيان ( بُكْرَةً ) قال:عند طلوع الفجر.
وقوله ( عَذَابِ ) وذلك قلب الأرض بهم, وتصيير أعلاها أسفلها بهم, ثم إتباعهم بحجارة من سجيل منضود.
كما حدثنا ابن حُميد, قال:ثنا مهران, عن سفيان ( وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ ) قال:حجارة رموا بها.
وقوله ( مُسْتَقِرّ ) يقول:استقرّ ذلك العذاب فيهم إلى يوم القيامة حتى يوافوا عذاب الله الأكبر في جهنم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال:ثنا يزيد, قال:ثنا سعيد, عن قتادة ( وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ ) يقول:صبحهم عذاب مستقرّ, استقرّ بهم إلى نار جهنم.
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:قال ابن زيد, في قوله ( وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً ) ... الآية, قال:ثم صبحهم بعد هذا, يعني بعد أن طمس الله أعينهم, فهم من ذلك العذاب إلى يوم القيامة, قال:وكل قومه كانوا كذلك, ألا تسمع قوله حين يقول:أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ.
حدثنا ابن حُميد, قال:ثنا مهران, عن سفيان ( مُسْتَقِرّ ) استقرّ.