وقوله:( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) يعني جلّ ثناؤه:مغيرة لبشر أهلها، واللّواحة من نعت سقر، وبالردّ عليها رُفعت، وحسُن الرفع فيها، وهي نكرة، وسقر معرفة، لما فيها من معنى المدح.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) قال:الجلد.
حدثني أبو السائب، قال:ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن أبى رزين ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) قال:تلفح الجلد لفحة، فتدعه أشدّ سوادا من الليل.
حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال:ثنا أبي وشعيب بن الليث، عن خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال، قال:قال زيد بن أسلم ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ):أي تلوَّح أجسادهم عليها.
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) أي حرّاقة للجلد.
حدثني محمد بن سعد، قال:ثني أبي، قال:ثني عمي، قال:ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس:( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) يقول:تحرق بشرة الإنسان.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله:( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) قال:تغير البشر، تحرق البشر ؛ يقال:قد لاحه استقباله السماء، ثم قال:النار تغير ألوانهم.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين ( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) غيرت جلودهم فاسودّت.
حدثنا أبو كُريب، قال:ثنا وكيع، عن سفيان، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين مثله.
حُدثت عن الحسين، قال:سمعت أبا معاذ يقول:أخبرنا عبيد، قال:سمعت الضحاك يقول في قوله:( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) يعني:بشر الإنسان، يقول:تحرق بشره.
ورُوي عن ابن عباس في ذلك، ما حدثني عليّ، قال:ثنا أبو صالح، قال:ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله:( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) يقول:معرّضة، وأخشى أن يكون خبر عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس هذا غلطا، وأن يكون موضع معرّضة مغيرة، لكن صحَّف فيه.