وقوله- سبحانه-:قالَ سَنَنْظُرُ ... حكاية لما قاله سليمان- عليه السلام- في رده على الهدهد، الذي قال له في تبرير عذره:أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ.. إلخ.
والفعل «ننظر» من النظر بمعنى التأمل في الأمور، والتدبر في أحوالها، والسين للتأكيد.
أى:قال سليمان للهدهد بعد أن استمع إلى حجته:سننظر- أيها الهدهد- في أقوالك، ونرى أكنت صادقا فيها، أم أنت من الكاذبين.
وهكذا نرى نبي الله سليمان- وهو العاقل الحكيم- لا يتسرع في تصديق الهدهد أو تكذيبه، ولا يخرجه النبأ العظيم الذي جاءه به الهدهد، عن اتزانه ووقاره، وإنما يبنى أحكامه على ما سيسفر عنه تحققه من صدق خبره أو كذبه.
وهذا هو اللائق بشأن النبي الكريم سليمان، الذي آتاه الله- تعالى- النبوة والملك والحكمة.
قال القرطبي «وقوله:سَنَنْظُرُ من النظر الذي هو التأمل والتصفح. أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ أى:في مقالتك. وكُنْتَ بمعنى أنت وقال:سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ ولم يقل سننظر في أمرك، لأن الهدهد لما صرح بفخر العلم في قوله:أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ صرح له سليمان بقوله:سننظر أصدقت أم كذبت، فكان ذلك كفاء لما قاله».