ثم بين- سبحانه- حسن عاقبة نوح ومن آمن معه فقال:فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ:أى:فأنجينا نوحا ومن آمن معه، وهم الذين ركبوا معه في السفينة. قيل:كان عدد هؤلاء الذين آمنوا به ثمانين ما بين ذكر وأنثى، وقيل كانوا أقل من ذلك.
والضمير في قوله- سبحانه-:وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ للسفينة، أو للحادثة والقصة.
أى:فأنجينا نوحا ومن ركب معه في السفينة، وجعلناها أى هذه الحادثة عبرة وعظة للعالمين، حيث شاهدوا سوء عاقبة الكفر والظلم على ممر الأيام والأعوام.
قالوا:ومن مظاهر وجوه العبرة في قصة نجاة نوح ومن معه:أن السفينة التي حملتهم وأقلتهم بقيت مدة طويلة، وهي مستقرة على جبل الجودي، الذي يرى كثير من المؤرخين ان مكانه بشمال العراق، بالقرب من مدينة الموصل.