كان بين نوح وإبراهيم، نبيان كريمان هما:هود، وصالح- عليهما السلام- والظرف في قوله- تعالى-:إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ متعلق بمحذوف تقديره:اذكر أى:اذكر- أيها العاقل لتعتبر وتتعظ- وقت أن جاء إبراهيم إلى ربه بقلب سليم من الشرك ومن غيره من الآفات كالحسد والغل والخديعة والرياء.
والمراد بمجيئه ربه بقلبه:إخلاص قلبه لدعوة الحق، واستعداده لبذل نفسه وكل شيء يملكه في سبيل رضا ربه- عز وجل-.
فهذا التعبير يفيد الاستسلام المطلق لربه والسعى الحثيث في كل ما يرضيه.
قال صاحب الكشاف:فإن قلت:ما معنى المجيء بقلبه ربه؟ قلت:معناه أنه أخلص لله قلبه، وعرف ذلك منه فضرب المجيء مثلا لذلك .