{إِذْ جَآءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} من كل شائبة من شوائب التعلّق بغير الله ،ما يجعله منفتحاً على الله بكل عمقه وتطلّعه وشعوره ،فلا مكان لغيره في داخله ،في ما يعنيه ذلك من التصور الصافي للمضمون الإيماني بالله ،والشعور النقيّ بالعلاقة به ،والالتزام بما يحبه ويرضاه .
وهكذا كانت علاقته بالله من الموقع العميق القويّ ،وهو القلب الذي قد يكون موقعه العقل في دائرة الفكر ،أو الحسّ في موقع الشعور ،ولهذا فقد كان يواجه الأمور بعفويّةٍ وبساطةٍ مما يجعله يسمِّي الأشياء بأسمائها من دون تعقيدٍ ،ولهذا كان إحساسه الصافي بالخطأ الفادح في سلوك أبيه وقومه دافعاً له إلى توجيه سؤاله الساذج في شكله ،العميق في مضمونه .