ثم وصف- سبحانه- ذاته بصفات أخرى فقال:الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً....
المهد والمهاد:الفراش الممهد المذلل الذي يستقر عليه من جلس فوقه.
أى:الخالق لهذا العالم هو الله العزيز العليم، الذي جعل لكم الأرض كالفراش الممهد، حيث بسطها لكم، وجعلها صالحة لسيركم عليها، ولإنبات الزروع فيها.
وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا أى:وجعل لكم فيها طرقا متعددة، لكي تسلكوها، فتصلوا من بلد إلى آخر، ومن قطر إلى قطر، كما قال- تعالى- في آية أخرى وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً، لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلًا فِجاجاً.
وقوله- تعالى-:لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ بيان للحكمة من جعل الأرض كذلك، أى:
جعلها ممهدة كثيرة الطرق، لعلكم تهتدون إلى ما تريدون الوصول إليه من البلاد، ومن المنافع المتعددة.