ثم حكى- سبحانه- بعض أقوالهم بعد نزول العذاب بهم فقال:وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ.
والمراد بذلك سؤال مالك خازن النار، واللام في قوله لِيَقْضِ لام الدعاء.
أى:وبعد أن طال العذاب على هؤلاء الكافرين، نادوا في ذلة واستجداء قائلين لخازن النار:يا مالك ادع لنا ربك كي يقضى علينا، بأن يميتنا حتى نستريح من هذا العذاب.
فالمراد بالقضاء هنا:الإهلاك والإماتة، ومنه قوله- تعالى-:فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ.. أى:فأهلكه.
وفي هذا النداء ما فيه من الكرب والضيق، حتى إنهم ليتمنون الموت لكي يستريحوا مما هم فيه من عذاب.
وهنا يجيئهم الرد بما يزيدهم غما على غمهم، وهو قوله- تعالى-:قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ أى:قال مالك في الرد عليهم:إنكم ماكثون فيها بدون موت يريحكم من عذابها، وبدون حياة تجدون معها الراحة والأمان.