فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ أى:فذهب إلى أهله فذبح عجلا وشواه، فقربه إلى ضيوفه وقال لهم:أَلا تَأْكُلُونَ أى:حضهم على الأكل شأن المضيف الكريم. فقال لهم على سبيل التلطف وحسن العرض:ألا تأكلون من طعامي.
قال ابن كثير:وهذه الآيات انتظمت آداب الضيافة، فإنه جاء بطعامه من حيث لا يشعرون بسرعة. ولم يمتن عليهم أولا فقال:نأتيكم بطعام؟ بل جاء به بسرعة وخفاء، وأتى بأفضل ما وجد من ماله، وهو عجل سمين مشوى فقربه إليهم، لم يضعه وقال:
اقتربوا، بل وضعه بين أيديهم، ولم يأمرهم أمرا يشق على سامعه بصيغة الجزم، بل قال:
أَلا تَأْكُلُونَ على سبيل العرض والتلطف، كما يقول القائل اليوم:إن رأيت أن تتفضل وتحسن وتتصدق. فافعل .