( فقربه إليهم ) أي:أدناه منهم ، ( قال ألا تأكلون ):تلطف في العبارة وعرض حسن .
وهذه الآية انتظمت آداب الضيافة ; فإنه جاء بطعامه من حيث لا يشعرون بسرعة ، ولم يمتن عليهم أولا فقال:"نأتيكم بطعام ؟ "بل جاء به بسرعة وخفاء ، وأتى بأفضل ما وجد من ماله ، وهو عجل فتي سمين مشوي ، فقربه إليهم ، لم يضعه ، وقال:اقتربوا ، بل وضعه بين أيديهم ، ولم يأمرهم أمرا يشق على سامعه بصيغة الجزم ، بل قال:( ألا تأكلون ) على سبيل العرض والتلطف ، كما يقول القائل اليوم:إن رأيت أن تتفضل وتحسن وتتصدق ، فافعل .