ثم بين- سبحانه- بعد ذلك، ما أمر به نبيه صالحا- عليه السلام- فقال:إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ، فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ، وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ.
وقوله:مُرْسِلُوا النَّاقَةِ أى:مخرجوها وباعثوها، لأنهم اقترحوا على نبيهم صالح أن يأتيهم بمعجزة تدل على صدقه، لكي يتبعوه، فأخرج الله- تعالى- لهم تلك الناقة، من مكان مرتفع قريب منهم.
وإلى هذا المعنى أشار- سبحانه- في آيات أخرى منها قوله- تعالى-:قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ. ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا. فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ. قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ .
وقوله فِتْنَةً أى:اختبارا وامتحانا لهم، فهو مفعول لأجله.
وقوله:فَارْتَقِبْهُمْ من الارتقاب بمعنى الانتظار، ومثله وَاصْطَبِرْ فهو من الاصطبار، وأل في قوله:وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ.. للعهد. أى:الماء المعهود لهم، وهو ماء قريتهم الذي يستعملونه في حوائجهم المتنوعة.