ثم واصلت السورة الكريمة حكاية ما ناجى نوح به ربه، فقالت:وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً.
أى:وقال نوح متابعا حديثه مع ربه، ومناجاته له:يا رب، لا تترك على الأرض من هؤلاء الكافرين دَيَّاراً أى:واحدا يسكن دارا، أو واحدا منهم يدور في الأرض ويتحرك عليها، بل خذهم جميعا أخذ عزيز مقتدر.
فقوله دَيَّاراً مأخوذ من الدار، أو الدوران، وهو التحرك، والمقصود:لا تذر منهم أحدا أصلا، بل اقطع دابرهم جميعا.
قالوا:والديار من الأسماء التي لا تستعمل إلا في النفي العام. يقال:ما بالدار ديار.
أى:ليس بها أحد ألبتة، وهو اسم بزنة فيعال.