عطف على{ قال نوح رب إنهم عصوني}[ نوح: 21] أعقبه بالدعاء عليهم بالإِهلاك والاستئصال بأن لا يبقى منهم أحداً ،أي لا تبق منهم أحداً على الأرض .
وأعيد فعل{ قال} لوقوع الفصل بين أقوال نوح بجملة{ مما خطيئاتهم}[ نوح: 25] الخ ،أو بها وبجملة{ ولا تزد الظالمين إلاّ ضلالاً}[ نوح: 24] .
وقرنت بواو العطف لتكون مستقلة فلا تتبع جملة{ إنهم عصوني للإِشارة إلى أن دَعوة نوح حصلت بعد شكايته بقوله: إنهم عصوني .
و{ ديَّاراً}: اسم مخصوص بالوقوع في النفي يعمّ كل إنسان ،وهو اسم بوزن فَيْعَال مشتق من اسم الدار فعينه واو لأن عين دَار مقدرة واواً ،فأصل ديّار: دَيوار فلما اجتمعت الواو والياء واتصلتا وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء ثم أدغمت في الياء الزائدة كما فُعل بسيّد وميّت ،ومعنى ديّار: من يحلّ بدار القوم كناية عن إنسان .
ونظير ( ديّار ) في العموم والوقوع في النفي أسماء كثيرة في كلام العرب أبلغها ابن السكيت في « إصلاح المنطق » إلى خمسةٍ وعشرين ،وزاد كُراع النمل سبعة فبلغت اثنين وثلاثين اسماً ،وزاد ابن مالك في « التسهيل » ستة فصارت ثمانية وثلاثين .
ومن أشهرها: آحَد ،ودَيَّار ،وعَريب ،وكلها بمعنى الإِنسان ،ولفظ ( بُدَّ ) بضم الموحدة وتشديد الدال المهملة وهو المفارقة .