وقوله- تعالى-:وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ أى:والتوت والتصقت إحدى ساقيه بالأخرى. عند سكرات الموت وشدته، فصارتا متلاصقتين لا تكاد إحداهما تتزحزح عن الأخرى، فكأنهما ملتفتان.
ويصح أن يكون المعنى:والتفت الساق بالساق عند وضع هذا الذي أدركه الموت في كفنه، لأن هذا الكفن قد ضم جميع جسده، والتصقت كل ساق بالأخرى.
ومنهم من يرى أن هذه الآية الكريمة:كناية عن هول الموت وشدته كما في قوله- تعالى-:يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ والعرب لا تذكر الساق إلا في المحن والشدائد العظام، ومنه قولهم:قامت الحرب على ساق.
قال صاحب الكشاف:«والتفت» ساقه بساقه والتوت عليها عند الموت، وعن قتادة:
ماتت رجلاه فلا تحملانه وقد كان عليهما جوالا. وقيل:التفت شدة فراق الدنيا بشدة إقبال الآخرة، على أن الساق مثل في الشدة. وعن سعيد ابن المسيب:هما ساقاه حين تلفان في أكفانه