وقوله:{ والتفَّت الساقُ بالساق} إن حمل على ظاهره ،فالمعنى التفافُ ساقَي المحْتضر بعد موته إذ تُلَفُّ الأَكفان على ساقيْه ويُقرن بينهما في ثوب الكفن فكُلُّ ساق منهما ملتفة صحبةَ الساق الأخرى ،فالتعريف عوض عن المضاف إليه ،وهذا نهاية وصف الحالة التي تهيَّأ بها لمصيره إلى القبر الذي هو أول مراحل الآخرة .
ويجوز أن يَكون ذلك تمثيلاً فإن العرب يستعملون الساق مثلاً في الشدة وجِدّ الأمر تمثيلاً بساق الساعي أو الناهض لعمل عظيم ،يقولون: قامت الحرب على ساق .
وأنشد ابن عباس في قول الراجز:
صبرا عنـاق إنـه لـشـربـاق *** قد سن لي قومك ضرب الأعناق
وقامت الحرب بنا على ساق
وتقدم في قوله تعالى{ يوم يكشف ساق} في سورة القلم .
فمعنى{ والتفت الساق بالساق} طرأت مصيبة على مصيبة .