وقوله - تعالى - ( قُتِلَ أَصْحَابُ الأخدود ) جواب القسم بتقدير اللام وقد .
أى:وحق السماء ذات البروج ، وحق اليوم الموعود ، وحق الشاهد والمشهود ، لقد قتل ولعن أصحاب الأخدود ، وطردوا من رحمة الله بسبب كفرهم وبغيهم .
والأخدود:وهو الحفرة العظيمة المستطيلة فى الأرض ، كالخندق ، وجمعه أخاديد ، ومنه الخد لمجارى الدمع ، والمخدة:لأن الخد يوضع عليها .
ويقال:تخدد وجه الرجل ، إذا صارت فيه التجاعيد . . ومنه قول الشاعر:
ووجه كأن الشمس ألقت رداءها ... عليه ، نقى اللون لم يتخدد
وقيل:إن جواب القسم محذوف ، دل عليه قوله - تعالى -:( قُتِلَ أَصْحَابُ الأخدود ) كأنه قيل:أقسم بهذه الأشياء إن كفار مكة لملعونون كما لعن أصحاب الأخدود .
وأصحاب الأخدود:هم قوم من الكفار السابقين ، حفروا حفرا مستطيلة فى الأرض ، ثم أضرموها بالنار ، ثم ألقوا فيها المؤمنين ، الذين خالفوهم فى كفرهم ، وأبوا إلا إخلاص العبادة لله - تعالى - وحده .