[1] ﴿يُسَبِّحُ لِلَّـهِ﴾ هذه السورة جاء فيها فعل التسبيح مُضارعًا، وجيء به في سواها ماضيًا؛ لمناسبةٍ فيها، وهي: أن الغرض منها التنويه بصلاة الجمعة والتنديد على نفر قطعوا عن صلاتهم وخرجوا لتجارة أو لهو، فمناسب أن يحكى تسبيح أهل السماوات والأرض بما فيه دلالة على استمرار تسبيحهم وتجدده تعريضًا بالذين لم يتموا صلاة الجمعة.
وقفة
[1] ﴿يُسَبِّحُ لِلَّـهِ﴾ من المروءة أن تشكر من أحسن إليك بمعروف، أفلا يستحق ربُّنا العظيم منَّا دوام التسبيح والذكر، لدوام فضله وجليل عطائه؟!
وقفة
[1] ﴿يُسَبِّحُ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ يخبر تعالى أنه يسبح له ما في السماوات وما في الأرض، أي: من جميع المخلوقات، ناطقها وجامدها.
تفاعل
[1] ﴿يُسَبِّحُ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ سَبِّح الله الآن.
عمل
[1] ﴿يسبح لله ما في السموات وما في الأرض﴾ كل الكون يخوض غمار التسبيح والتقديس للحي القيوم؛ شارك الكون وألهج بذكر الله، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
وقفة
[1] ﴿يُسَبِّحُ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ قال ابن عاشور: «افتتاح السورة بالإخبار عن تسبيح أهل السماوات والأرض لله تعالى براعة استهلال؛ لأن الغرض الأول من السورة التحريض على شهود الجمعة، والنهي عن الأشغال التي تشغل عن شهودها، وزجر فريق من المسلمين انصرفوا عن صلاة الجمعة؛ حرصًا على الابتياع من عير وردت المدينة في وقت حضورهم لصلاة الجمعة».
وقفة
[1] ﴿يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم﴾ حُقَّ لمن هذه أوصافه أن يسبِّح له كلُّ شيء! ما أجهل الإنسان!
عمل
[1] ادع الله بأسمائه: القدوس، العزيز، الحكيم، وتعلم ما لها من آثار إيمانية عليك ﴿يُسَبِّحُ لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾.
وقفة
[1] ﴿الْعَزِيزِ﴾ يُعز المقبلين عليه، فمفارقتهم لأوامر ربهم تفريط منهم في العزة، وهو ﴿الْحَكِيمِ﴾ إذا فارق أحد وحيه فاتته الحكمة، كما فات الذين انفضوا إلى العير مَا خطب به النبي ﷺ، إذ تركوه يخطب قائمًا.