[1] ﴿وَيْلٌ﴾ فيها سبعة أقاويل: أحدها: أنه واد في جهنم. الثاني: صديد أهل النار, قاله ابن مسعود. الثالث: أنه النار, قاله عمر مولى عفرة. الرابع: أنه الهلاك, قاله بعض أهل اللغة. الخامس: أنه أشق العذاب. السادس: أنه النداء بالخسار والهلاك. السابع: أن أصله ويْ لفلان, أي الجور لفلان, ثم كثر استعمال الحرفين فوصلا بلام الإضافة.
وقفة
[1] ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ التقديم في افتتاحية هذه السورة بالويل للمطففين، يشعر بشدة خطر هذا العمل، وهو فعلًا خطير; لأنه مقياس اقتصاد العالم وميزان التعامل، فإذا اختل أحدث خللًا في اقتصاده، وبالتالي اختلال في التعامل، وهو فساد كبير.
وقفة
[1] ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ تهديد شديد من رب العالمين لمن يبخس الناس أموالهم ويغشهم، فحقوق العباد ذات شأن عظيم عند رب العالمين.
وقفة
[1] ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ وإذا كان الويل لمن طفف مكيال الدنيا، فكيف حال من طفف مكيال الدين؟!
اسقاط
[1] ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ نحن نعرف حقوقنا جيدًا، ماذا عن حقوق الآخرين؟!
عمل
[1] ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ﴾، ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾ [الهمزة: 1] الأولى في أموالِ النَّاسِ، والثانيةُ في أعراضِ النَّاسِ، فلا تقتربْ منهما.
وقفة
[1] ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ من يبخس الناس أموالهم ويغشُّهم، ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾ [الهمزة: 1] من يتطاول على أعراض الناس وسمعتهم.
وقفة
[1] ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ دعاء عليهم، وهو خبر أنه واقع عليهم.
عمل
[1] ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ التطفيف يكون في كل شيء، وليس حكرًا على الكيل فقط، قد يطفف الإنسان في التعاملات والمحبة وحتى في العداوة، وكل تطفيف عاقبته ويلٌ؛ فلنحذر.
وقفة
[1] ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ إذا كان التهديد العظيم لمن يطفف في حبات القمح والذرة؛ فكيف بمن يطفف في حقوق أهله ومن أخذن منهم ميثاقًا غليظًا؟!
[1] ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ يا له من وعيد شديد لكل من يغش الناس بالشئ الطفيف اليسير؛ جشعًا وطمعًا, وخسة ودناءة, فما بالكم بالشئ الكثير؟!
وقفة
[1] ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ إذا كان هذا الوعيد للذين يبخسون الناس بالمكيال والميزان, فما حال من يقهر الضعفاء علي أموالهم قهرًا, ويسلبها منهم سلبًا؟!
وقفة
[1] ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ الجشع من الأخلاق الذميمة في التجار، ولا يسلم منه إلا من يخاف الله.
تفاعل
[1] ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ استعذ بالله من عذاب النار.
وقفة
[1] ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ في تطفيف المكاييل والموازين الحسية، ويدخل في هذا الوعيد التطفيف المعنوي، كمن يعتذر لنفسه ولا يعتذر لغيره، ويمدح طائفة بشيء لا يمدح به الأخرى، ولا يذكر للفاضل إلا العيوب والهفوات، وهذا القياس تطبيق لقوله: ﴿اللَّـهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ﴾ [الشورى: 17]، فالقرآن توزن به الأمور، ويقاس ما لم يذكر على ما ذكر.
وقفة
[1] مخاطبة الفُجَّار تستدعي تذكيرهم بعذاب الله ويوم البعث، وفي الآية: ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾، ثم ذكر أوصافهم مُنكرًا ومُوبِّخًا: ﴿أَلَا يَظُنُّ أُولَـٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ﴾ [4].
وقفة
[1] الصلاة مكيال؛ فمن أوفى أوفى الله، وقد علمتم ما قال الله في الكيل: ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾.
وقفة
[1] ويلٌ، ثم ويلٌ، ثم ويلٌ لمن ظلم الناس وتعدَّى على حقوقهم وأعراضهم، وتستّر بغطاء الدين لذلك ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾.
وقفة
[1] قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: «الصلاة مكيال من وفَّى وُفِّي له، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين»، وهذا من عمق علم السلف بالقرآن، حيث عمَّم معنى الوعيد الوارد في قوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ﴾، ولم يقصره على التطفيف في البيع والشراء فحسب.
وقفة
[1] ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ﴾ يستشهد البعض بهذه الآية بمناسبة وبدونها، على السكوت عن أعداء الله خوفًا من مفسدة أعظم -زعموا-، لكنهم لا يراعون هذه القاعدة العظيمة عند حديثهم عن العلماء والمصلحين، ويحتجون بأنه لا عصمة لأحد بعد رسول الله، ويتناسون أنهم يقدمون دعمًا عظيمًا للأعداء في حربهم لأولياء الله ورسوله.
وقفة
[1] يتأخر عن صلاته ويتخلَّف عن البكور إليها، وإذا صلاها لم يحسن خشوعها، وإذا انتهى منها توجه لربه سائلًا الفردوس ﴿ويل للمطففين﴾.
وقفة
[1] سورتان في القرآن بدأتا بالويل: ﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾ [الهمزة: 1]، ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾، الأولى: في أعراض الناس، والثانية: في أموال الناس، فلا تغفل عنهما.
وقفة
[1] قالت إحداهن: «كنتُ أطلب من زوجي دائمًا أن يكون هو المبادر لإنجاح حياتنا، وإصلاح أمورنا، وكنت أغضب وأري ذلك واجبًا عليه وحده، بينما أتكاسل أنا في ذلك، وأَمُن عليه في نفسي إذا قمت بشئ من ذلك، إلي أن قرأت تفسير قوله تعالي: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ﴾، فأدركتُ ضرورة أن أطالب نفسي بأكثر مما أطالب به زوجي من المبادرة إلي الخيرات والإصلاح، وأدركت أهمية أن نجعل هذه نصب أعيننا في جميع تعاملاتنا، فقد كنت أظن -لفرط جهلي- أن هذه الآية للتجار فقط».