{زَلْزَلَة}: الزلزلة والزلزال: شدة الحركة على الحال الهائلة .
دعوة إلى التقوى
{يا أيها النَّاسُ} إنها الدعوة الشاملة للناس الذين يعيشون الحياة من موقع إنسانيتهم الخالصة ،ليتخذوا الموقف السليم من الحياة على قاعدة الإحساس بخطورة اللاانتماء واللاّمبالاة الفكرية والنفسية ،التي تحملهم على الهرب من كل سؤال يتحدى ما اعتادوا من عقائد وأفكار وعادات ..
إنها الدعوة المنفتحة على المسؤولية التي تطل على أعماق الناس ،من قاعدة الخوف من النتائج السلبية في الدار الآخرة ،لتدفعهم للتحرك على ضوء رسالات الله .
{اتَّقُواْ رَبَّكُمْ} الذي خلقكم ومنحكم نعمة الوجود بعد العدم ،وأفاض عليكم النعم المتنوعة التي تطال الحياة بأكملها منذ الولادة حتى الوفاة .فهو المهيمن على الأمر كله في الدنيا والآخرة ،وهو الذي يحدد مصير الإنسان يوم القيامة ..بما يوحيه له من مراقبة في كل قولٍ وفعل ،ليتحول ذلك إلى حالة انضباط شاملة في كل مواقع حركته ،بحيث لا يفقده الله حيث يريد أن يجده ،ولا يجده حيث يريد أن يفقده ،لتصبح حياته مطابقةً لإِرادة الله في أوامره ونواهيه .فإن الإنسان كلما انفتح على عظمة الله ،كلما شعر بالمسؤولية أكثر وسار على الخط المستقيم .
أهوال يوم القيامة
{إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شيء عَظِيمٌ} ففي ذلك اليوم زلزال عنيف تهز مشاهد الهول والرعب والعذاب فيه النفوس ،ما يجعلها تفقد ثبات مواقفها على الأرض التي فقدت صلابتها أمام اهتزاز الفكر والروح والشعور ،وهو ما يجعل الموقف مشابهاً للزلزال الذي تتساقط فيه السقوف والجدران والصخور وتخسف به الأرض ،بكل ما يوحيه ذلك من خوفٍ ورعبٍ وذعر يتجاوز في أهواله كل حدّ .