عناصر الإيمان والفلاح
من هم المؤمنون ؟هل هم الذين يعيشون الإيمان في دائرة التصور والاعتقاد قناعة فكرية بحقيقة التوحيد والرسول واليوم الآخر ،لتكون مسألة الإيمان لديهم هي مسألة عقيدة ،أمّا الالتزام العملي لديهم فلا يدخل ضمن إيمانهم الذي يحقق لصاحبه الفلاح والنجاح على مستوى الدار الآخرة ؟
إن القرآن يصور الإيمان في شخصية المؤمن التزاماً عمليّاً بالخط العقيديّ في الواقع ،فلا يكفي الإيمان التجريدي في الذهن ،بل لا بد من أن يتجسد الإيمان عملياً في الممارسة ..فالله أراد للإيمان أن يتجسد في مظاهر الحياة ومفرداتها ،ولم يُرد له أن يكون عنصراً بعيداً عنها ،ولهذا كان القرآن يؤكد في النداءات التي يوجهها إلى المؤمنين ،على نتائج الإيمان العملية لجهة الالتزام بخط التقوى في كل ممارساتهم وأخلاقياتهم وعلاقاتهم العامة والخاصة ..
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} هذا هو عنوان كل الصفات التالية التي يؤكد القرآن فيها عوامل فلاح المؤمنين ،لجهة ما يحملونه من صفات ،وما يلتزمون به من مواقف ،ليدلّل على أن الله يريد للحياة أن تحمل المبادئ على المستوى التطبيقي لا النظري فحسب .