{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ} كلٌّ بحسب لغته وطريقته في التسبيح{الْمَلِكِ} الذي يملك الملك كله{الْقُدُّوسِ} الذي ارتفع بالقداسة فلا يدانيه أحد{الْعَزِيزِ} في مواقع العزة المطلقة والحكمة الشاملة .وهكذا يعيش الإنسان المؤمن ،مع بداية السورة ،مواقع عظمة الله ،لينصت بخشوع إلى آياته في مواقع حكمته .
وربما استوحى بعض المفسّرين مناسبة هذه الصفات لمضمون السورة ،فكلمة «الملك » كانت بمناسبة التجارة التي يسارعون إليها ابتغاء الكسب ،وكلمة «القدوس » بمناسبة اللهو الذي ينصرفون إليه عن ذكره ،وكلمة «العزيز » بمناسبة المباهلة التي يدعو إليها اليهود والموت الذي لا بد من أن يلاقي الناس جميعاً والرجعة إليه والحساب ،وكلمة «الحكيم » بمناسبة اختياره الأميين ليبعث فيهم رسولاً يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة .وهو أمر طريف في جانب الاستيحاء لكنه ليس واضحاً في دلالته .