بسم الله الرحمن الرحيم
{الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد1 الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد2 الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال بعيد3} .
المفردات:
الر:هذه وأمثالها من فواتح بعض السور ،قيل: إنها أسماء لها ،وقيل: أسرار محجوبة ،وقيل: إنها رمز للتحدي ،وقيل: إشارة لابتداء كلام وانتهاء كلام ،وقيل: غير ذلك .
الظلمات: الضلالات ؛فإنها ظلمات معنوية .
إلى النور: إلى الهدى ،فإنه نور معنوي يهدي إلى الحق .
بإذن ربهم: بتيسيره وتوفيقه .
إلى صراط: أي: إلى طريق .
الحميد: أي: المحمود ،والمراد: أنه تعالى مستحق للحمد لذاته وإن لم يحمده الناس .
التفسير:
1{الر ...} .
حروف للتنبيه بمثابة الجرس الذي يقرع ؛ليتنبه الناس إلى ما يلقى إليهم .
وقيل: هي حروف للتحدي والإعجاز ،وبيان: أن الخلق عاجزون عن الإتيان بمثل القرآن الكريم ،مع أنه مكون من حروف عربية ينطقون بها ،وينظمون منها كلامهم وأحاديثهم ؛فدل ذلك: على أن القرآن ليس من صنع بشر ،ولكنه تنزيل من حكيم حميد .
{كتاب أنزلناه إليك} .أي: هذا كتاب أنزلناه إليك يا محمد ،وهو كتاب جليل الشأن عظيم القدر .
{لتخرج الناس من الظلمات إلى النور} .
لكي تخرج الناس من ظلمات الكفر والضلالة ،إلى نور الإيمان والعلم والحياة الرشيدة ؛لما اشتمل عليه القرآن ،من المنهج السديد الذي تسعد به البشرية ؛كلما سلكته ،وتشقى ؛كلما ابتعدت عنه .
{بإذن ربهم} .أي: بتوفيقه ومشيئته وإرادته وأمره .
{إلى صراط العزيز الحميد} .أي: إلى الصراط المستقيم ،وهو الطريق الذي ارتضاه الله لخلقه وشرعه لهم ،وهو العزيز الذي لا يغالب ،المحمود في جميع أفعاله وأقواله وأمره ونهيه ،وفي معنى هذه الآية قوله تعالى:{هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور} . ( الحديد:9 ) .