دلائل القدرة الإلهية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 1 ) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 2 ) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( 3 ) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( 4 ) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ( 5 ) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ( 6 )}
/م1
المفردات:
سبّح: نزّه الله ومجدّه وقدّسه .
العزيز: القوي الغالب على كل شيء .
الحكيم: الذي يفعل أفعاله وفق الحكمة والصواب .
التفسير:
1-{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
نزّه الله ومجّده وعظّمه ما في السماوات من الملائكة والأبراج والأفلاك ،والسحاب والشمس والقمر ،والفضاء والهواء ،وما في الأرض من النبات والأنهار والبحار والأشجار ،والرمال والإنسان ،والحيوان ،والطيور والوحوش ،والزواحف والهوام ،وهو العزيز الغالب الذي لا يغلبه أحد ،الحكيم في تصرفاته وأفعاله .
والتسبيح يكون بلسان المقال مثل تسبيح الإنسان والجانّ والملائكة وسائر العقلاء .
وقد يكون التسبيح بلسان الحال ،بمعنى أن دلالة المخلوقات التي في الكون ،فيها إشارة إلى يد القدرة العليا التي تمسك بزمام هذا الكون ،وتحفظ نظامه ،وتدل بما فيه من نظاموإحكام على قدرة القدير ،وحكمة العزيز ،ومن التسبيح بلسان الحال: ارتفاع السماء ،وحركة الشمس والقمر ،والليل والنهار ،والنجوم والأبراج والأفلاك ،وجميع ذرات الأرضين ،وما فيها من جبال وبحار ،وشجر ودواب وغير ذلك ،كلها مسبحة خاشعة خاضعة لذاته .
قال تعالى:{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ...} ( الإسراء: 44 )
قال المفسرون: قد جاء في بعض فواتح السور ( سبّح لله ) بلفظ الماضي ،وفي بعضها ( يسبح لله ) بلفظ المضارع ،وفيه إشارة إلى كون جميع الأشياء مسبحة لله أبدا في الماضي ،وستكون مسبحة في المستقبل .
قال تعالى:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ...} ( الحج: 18 )